التقوى هل الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضاء بالقليل

بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الكرام اخوتي في الله احبكم في الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التقوى من صفات المؤمنين والنبي صلى الله عليه وسلم قال ( اتق الله حيثما كنت وخالق الناس بخلق حسن واتبع السيئة الحسنة تمحها ) ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ( صدق الله العظيم) حضر جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جاس بين الصحابة وفيهم عمر وكبار الصحابة فوضع ركبتيه الى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم وقال ، اخبرني عن الاسلام فقال الاسلام ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ، فقال اخبرني عن الايمان فقال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ، فقال اخبرني عن الاحسان فقال الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تراه فانه يراك ، فقال اخبرني عن الساعة فقال ليس المسؤول بأعلم من السائل ، فتلى هذه الاية ( يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السموات لا تأتيكم الا بغتة) ، والامام علي كرم الله وجهه قال يوما عندما سؤل عن التقوى فقال التقوي ( هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضاء بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل ) وزار القبور يوما فتكلم مع اهل القبور وقال يا أهل القبور ان أموالكم قد قسم وزوجاتكم قد زوجت وميراثكم قد وزع ، فهذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندم ، فلم يتكلموا فقال لو سمح لهم ان يتكلموا لقالوا ان خير الزاد لتقوى ، وافضل انواع التقوى هي الخوف من الله قال تعالى ( واتقون يا أولي الالباب ) وقال تعالى ( ان للمتقين مفازا حادئق وأعنابا وكواعب أترابا وكأسا دهاقا ) وهذا الاية تتحدث عن نعيم الجنة فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، ولكل مؤمن اربعة انهر تجري من تحته ( نهر من ماء غير اسن ، ونهر من عسل ونهر من لبن صافي ونهر من خمر لذة للشاربين ، والمؤمن له أهلون في الجنة وله خيمة مجوفة طولها ستون ميلا وقال النبي صلى الله عليه وسلم عن سكان الجنة ( لا يهرمون ولا يمرضون ولا يبولون ولا يتبرزون ولا يمتخطون فهم شباب دائم ) ولا هم ولاحزن ولا يأس ولا إرهاق ولا تعب فهم في نعيم دائم وفي الجنة شجرة يقال لها طوبي يمشي الراكب في ظلها على فرس سريع مئة عام لا يصل آخرها وللمؤمن ملك عظيم وأقل اهل الجنة ملكا كمثل الارض سبعة أضعاف وأكثر من كرم رب العالمين ، والجنة محفوفة بالمكاره وقيام الليل وصلاة الفجر وتعرض المؤمن لابتلاءات ، قال صلى الله عليه وسلم ( اشد المؤمنين ابتلاءا الانبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كل يبتلى على قدر ايمانه وكلما كان ايمانك صلبا كان ابتلاؤك اشد ، قال تعالى ( وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) والصدق تطفىء غضب الرحمن والصيام جنة وقيام الليل عز المؤمن ، واخي المؤمن لا تعيش لنفسك وكن بابا من ابواب الخير لنصرة الناس ومساعدتهم فان الاعمال بخواتيمها فان كنت سعيدا ختم الله بخير في آخر حياتك ، ولا تصاحب الا مؤمنا فالصاحب ساحب قال صلى الله عليه وسلم ( مثل الصاحب الصالح والصاحب السوء كمثل حامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك اما ان تشتري منه عطرا او تشم منه رائحة طيبة ، ونافخ الكير اما ان يحرق ثيابك او يعميك بدخانه ) وهكذا الصاحب نفعنا الله واياكم وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، الله آميييييييييييييييين

اخوكم المحب لكم في الله الفقير الى رحمة الله ودعاؤكم ( أبو ناصر)